أخَذَني أبي بعيدًا لينتقم مِن أمّي

Written by on 18/08/2018

أخَذَني أبي بعيدًا لينتقم مِن أمّي

[vc_wq_text]

أمّي مِن عائلة كبيرة وميسورة، وكانت الوحيدة التي لم تتزوّج مِن مستواها ربما لأنّها كانت الأصغر بين الأولاد ولم يعد والدَاها يُشدّدان على الكثير مِن الأمور، لكنّهما نصحاها طبعًا ألّا ترتبط بمازن، أبي، ليس فقط لأنّه كان مِن عائلة فقيرة ولكن بسبب سمعته غير الشريفة. إلا أنّ أخباره لم تؤكَّد يومًا بل بقيَت أقاويل، لذا فعَلت والدتي ما كان برأسها وتزوّجَت مِن ذلك الشاب الوسيم والجذّاب. لكنّه سرعان ما أظهَرَ لها وجهه الحقيقيّ، وبدأ يخونها مِن دون حتى أن يُحاول إخفاء الأمر عنها. إلى جانب ذلك، لم يتردّد أبي عن صرف المال الذي حصَلَت عليه أمّي بعد موت أبيها على عشيقاته. وكما تجري العادة، جعلَها تحمل بسرعة كي تصبّ اهتمامها على الأولاد وتدعه يعيش حياته بسلام. وجئتُ أنا إلى الدنيا وسط الصريخ والبكاء.

وقرّرَت أمّي أخيرًا أنّ عليها ترك هذا المخلوق البغيض، فأخَذَتني وعادت إلى المنزل الأبويّ. كنتُ آنذاك لا ازال في الخامسة مِن عمري ولكنّني أتذكّر تمامًا يوم رحيلنا: كان أبي يصرخ بأمّي ويرمي عليها الأطباق وكل ما طالَته يده قائلًا:” مع السلامة، يا مزعجة! هيّا ارحلي! لا أريد رؤية وجهكِ البشع مجدّدًا!”

سافر مازن إلى الولايات المتحّدة ولم نسمع منه إلّا بعد ثلاث سنوات، حين أعربَ عن نيتّه برؤيتي. لم يكن قادرًا على المجيء بنفسه بسبب مذكّرة قبض أصَدَرَتها بِحقّه المحكمة بعد أن اتضحَ أنّه اختلَسَ مال الناس. ولأنّني كنتُ دائمًا أسأل أمّي عن أبي وأبكي فترات طويلة أطالب به، رضَخَت أخيرًا المسكينة لِطلبه وأرسَلَتني له تحت شرط أن أعود عند انتهاء الفرصة الصيفيّة. حين وصلتُ الولايات المتحّدة، إكتشفتُ أنّ والدي كان قد تزوّجَ مِن مواطنة أميركيّة مطلّقة ولدَيها إبن في الخامسة مِن عمره، وأنّه أنجبَ منها ولدًا آخر لم يكن قد بلغ بعد الثانية. وأحبَبتُ هؤلاء الناس، فكانت جني زوجة أبي صالحة ومحبّة والولدان لطيفَين معي، وشعرتُ أنّني فعلًا أنتمي إلى تلك العائلة. إلا أنّ أبي لم يتغيّر، وبقيَ على عاداته البشعة، أي أنه كان يترك زوجته ليلًا للسّهر مع أصدقائه وعشيقاته. وعشتُ فترة صعبة أحاول مواساة جني والإنتباه للصغار. وحين جاء موعد عودتي إلى بلدي، تفاجأتُ بأبي يقول لي:” لن تذهبي إلى أيّ مكان… ستبقَين هنا معي… ليكن ذلك قصاص أمّكِ… لا أحبّ أن تجابهني النساء… أنا الرجل وأفعل ما أشاء.”

[/vc_wq_text]

لو عندك قصة تحبي تشركينا بيها ، احنا اكيد نحب نقراها ونسمعها ولو تحبي تشاركي بيها زوار الراديو، هانقدر نكتبها في الموقع
تقدري تكتبي أي أسم تحبي تتواصلي بيه معانا
تقدري تكتبي البريد الإلكتروني اللي نقدر نتواصل بيه معاكي
لو تحبي التواصل عن طريق الواتس اب او الفايبر ممكن تسيبي رقم التليفون مصحوب بمفتاح البلد
قصتك وخبرتك هاتكون إلهام كبير لبنات كتير ممكن يكونوا مروا بنفس تجربتك
Tagged as

Radio Miracle

Radio Miracle

Current track

Title

Artist

Background