هايدي حنا
عندما يبكي الرجل.. تنقلب الدنيا ولا تهدأ.. فكيف لرجل أن يبكي؟
أن يشعر قلبه بالوجع أن يعلن عن ضعفه واحتياجه..
هل قامت القيامة؟ الرجل قوي يتحمل..
الرجل لا يبكي فالبكاء لغة المرأة الضعيفة.. هذا هو مفهوم الرجولة
عندما تقف المرأة بشجاعة في مواقف ما.. أو قادرة على إدارة عمل ما
ينبهر الجميع قائلين.. امرأة بمئة رجل
امرأة مسترجلة.. لا تعرف الأنوثة طريقها
فالمرأة ضعيفة.. تحتمي وراء رجل غير قادرة على الدفاع عن نفسها
مشاعرها تقودها لا عقلها لأنهن ناقصات عقل.. هذا هو مفهوم الأنوثة
للأسف لا هذا مفهوم الرجولة ولا ذاك مفهوم الأنوثة
هذه مفاهيم مغلوطة زرعها مجتمعنا فينا
إن الله خلق المرأة نظير للرجل وهما الاثنان خلقهما الله على شبه..
أي الأثنان يشبهان بعضهما البعض..
لهما نفس العقل.. المشاعر.. الإحتياج.. الاحساس بالألم.. القوة.. الإصرار.. العزيمة…
أتذكر السيد المسيح الذي بكى أمام قبر صديقه لعازر.. بكى وهو يصلي قبل الصلب.. أعلن احتياجه للتلاميذ عندما تركوه وناموا قبل الصلب..
أتذكر النساء اللاتي لم يتركوا المسيح وقت الصلب حتى آخر لحظة..
إن الرجولة الحقيقية ليست في إظهار القوة.. لكن في الحب.. الإحتواء…
والأنوثة الحقيقية ليست في الضعف.. لكن في رقتها.. المساندة.. الحب…